- - -

قناة التحرير

صفحه غير رسميه مهتمه بأرشفة برامج قناة التحرير الى ان تتحرر العقول

اخي القبطي الاخذ في الانتخه


سمعت منذ ايام قليلة قصة تراثية كنا نسمعها في صغرنا كدت انساها تماما. تحكي عن ثلاث ثيران اصدقاء اراد الاسد ان يلتهمهم لكنه خشى كثرتهم. فالتهم الثور الابيض ثم الاحمر كل على حده دون ان يدافع احد منهم عن الاخر، و عندما ذهب ليَلتهم الفريسة الاخيرة سوداء اللون، قال له الثور. لقد قتلت انا يوم قتل الثور الابيض (لأنه لم يتحد مع اقرانه الثيران) ...

كثيرا ما تذكرني هذه القصه بثلاث اقليات دينيه في مصر، قتلت واحده تلو الاخرى. اولها الملحدين المغتالين جسديا احيانا و معنويا احايين اخرى. و الثانيه البهائيين المغتالين وطنيا. اما الثالثة فلم يفارق روحها جسدها بعد -و إن هي علي وشك- لكنها تصر علي أن الحاضر مستتب و المستقبل مشرق و الماضي مكتظ بالانجازات المطمئنه... الا و هي الاقلية المسيحية.

قد نتفق او نختلف مع مسألة الانجازات التاريخيه المسيحيه في مصر، و قد نتفق او نختلف في ان المستقبل (يجب ان يكون) مشرقا.. الا ان استتباب الحاضر هو ضربا من الخيال. فلا يلبث حادث ان ينسى الا و يتلوه اخر اضنك منه. الكنائس تحترق و الرؤوس تقلع و حقوق المواطنة تقضي صيفا ساخنا في مثلث برمودا. كل هذا و المواطن المصري الاصيل الكامن داخل كل قبطي علي ارض المحروسة (سابقا) غارق في الطرمخة مثل اقرانه من المواطنين المصريين الذين قد اتفقوا ان يختلفوا و يتخاصموا و يتناحروا علي كل كبيرة و صغيرة الا حبهم و تقديرهم للطرمخة و البلادة و انعدام النزعة التحررية.

لم يستطيع القبطي يوما ان يدرك انه انسان كامل الانسانية، له حقوق و عليه واجبات. له صوت او حتى له صورة. يقضي ايامه الواحد يلو الاخر دون ان يدرك حجم المخاطر التي لا تهدد وجود عقيدته فحسب، بل تهدد وجوده شخصيا. معنويا و ربما جسديا. و حتى الان لا يدرك القبطي ان له قيمة حقيقية في العملية السياسية التي قامت لتوها من الاموات.

اخي القبطي. انت (وحدك) القادر على انقاذ هذا الوطن من كل القوى الاسلامية المتعصبة التي لم تدعي يوما انها مؤمنة بحقوق الانسان ولا حقوق المواطنة ولا حتى مدنية الدولة. اناديكم، اشد علي اياديكم و ابوس الارض تحت نعالكم، تحركوا و اتحدوا و أثِروا و أثْروا الحياة السياسية في مصر. أنتم فقط من يقدر ان يحافظ علي تناسب القوى و توازن المعادلة. و احذركم باصبع اطول من اصبع الجنرال الفنجري: ان لم يخرج اخر قبطي ليدلي بصوته و يؤثر في المشهد السياسي، لا تلومن الا انفسكم.

و في النهاية افكركم برباعية الرائع صلاح جاهين:

إقلع غماك يا طور وارفض تلف
اكسر تروس الساقية و اشتم وتف
قال بس خطوة كمان وخطوة كمان
يا اوصل نهاية السكة يا البير تجف
... و عجبي

علق علي قناة التحرير

قبل التعليق، تذكر ان الصفحه غير رسميه و ان اي تقصير تقني هو مني انا شخصيا و الرائع ابراهيم عيسى و فريق عمل قناة التحرير غير مسؤولين اطلاقا.

شارك قناة التحرير مع اصحابك

اكثر الحلقات مشاهده